Saturday, September 30, 2006

مصر-مبارك


توفر مصر-مبارك لأبنائها الكرام خدمات فريدة لا يستمتع بها المواطنون فى البلاد الأخرة.
من أبرز هذه الخدمات تنوع طرق الانتقال إلى العالم الآخر...فإذا رغبت فى السفر بالطائرة...فمن الممكن أن يستهدف طائرتك صاروخا فوق المحيط الأطلنطى فتتفشفش ميت حتة, و تبقى أكبر حتة فى جثة سعادتك لا تسد رمق الأسماك الصغيرة...
أما إذا كنت لا مؤاخذة فلوسك على قدك,و قررت أن تسافر بحرا...فتوفر لك الدولة بواخر سوبر لوكس وتلف بيها تغرق بيك فى قاع البحر...فى الظلام الدامس...و لا مين شاف و لا مين درى...
طب و الجثة؟
مش معقولة يعنى الدولة حتنسى حاجة زى كده...ده انت مقامك غالى...لذلك تقدم الدولة جثتك أشهى وليمة لأسماك البحر...و يساهم الكالسيوم المتوفر فى عظامك فى تكوين الأعشاب المرجانية...تخليدا لذكراك الزفرة.
و قد تكون أيضا من محدودى الدخل الذى تولى مصر-مبارك عناية خاصة بهم...فتضطر أن تستقل سيارة أجرة فى السفر,و بينما أنت مستمتع بصحراء مصر الشاسعة أو حقولها دائمة الخضرة...تسمع صوت ارتطام و تطير بك السيارة يمينا و يسارا و...تنزلق رأسك بين أسياخ الحديد و تنفصل عن جسدك حتى تريحك من عذاب الدنيا إلى الأبد.
ألم أقل لك إنك محظوظ!
و قد تكون عزيزى المواطن هذا أو ذاك...فتختار أن تسافر بالقطار. فى تلك الحالة, فإن الدولة تتفنن فى إسعادك بشكل مبالغ فيه...فمن الممكن أن تشتعل النيران فى عربتك...تنظر حولك فلا ترى أمامك سوى الدخان, تأكلك النيران شيئا فشيئا حتى لا تضطر أن تذوق جهنم مرة أخرى, فإن مصر-مبارك من فرط حبها لك تريد لك الشهادة.
و ممن الممكن أيضا أن يصطدم قطارك بقطار آخر, فيمتزج لحمك الثمين بالكتل الحديدية مرة أخرى, مسجلة أروع ملحمة فى حب مصر...مبارك
.