Saturday, December 24, 2011

التعديلات الدستورية والخديعة الكبرى

هابلع غضبي وحزني شوية وأتكلم شوية سياسة عن التعديلات الدستورية والإعلان الدستوري والقفا الكبير اللي المجلس العسكري اداهولنا واحنا مش واخدين بالنا وفرحانين بالحبر الفوسفوري.
دلوقتي المجلس العسكري قال لنا إن دستور 71 اتوقف، واقترح تعديلات ووافقنا عليها، مش فاهمة تعديلات ازاي على دستور موقوف؟ أهو ده اللي حصل، المهم في الآخر إننا وافقنا على التعديلات بنسبة 77%.
فكروني بقى التعديلات دي كانت بتقول إيه؟
كلام معظمه معقول، لكن خد لي بالك بقى من المادة 189:

ولكل من رئيس الجمهورية، وبعد موافقة مجلس الوزراء، ولنصف أعضاء مجلسي الشعب والشوري طلب إصدار دستور جديد، وتتولي جمعية تأسيسية من مائة عضو، ينتخبهم أغلبية أعضاء المجلسين من غير المعينين في اجتماع مشترك، إعداد مشروع الدستور في موعد غايته ستة أشهر من تاريخ تشكيلها، ويعرض رئيس الجمهورية المشروع، خلال خمس عشرة يوما من إعداده، علي الشعب لاستفتائه في شأنه، ويعمل بالدستور من تاريخ إعلان موافقة الشعب عليه في الاستفتاء.

- المادة 189 مكررا

يجتمع الأعضاء غير المعينين لأول مجلسي شعب وشوري تاليين لإعلان نتيجة الاستفتاء علي تعديل الدستور لاختيار الجمعية التأسيسية المنوط بها إعداد مشروع الدستور الجديد خلال ستة أشهر من انتخابهم، وذلك كله وفقا لأحكام الفقرة الأخيرة من المادة 189.

- المادة 189 مكررا 1

يمارس أول مجلس شوري، بعد إعلان نتيجة الاستفتاء علي تعديل الدستور، بأعضائه المنتخبين اختصاصاته.

ويتولى رئيس الجمهورية، فور انتخابه، استكمال تشكيل المجلس بتعيين ثلث أعضائه، ويكون تعيين هؤلاء لاستكمال المدة الباقية للمجلس علي النحو المبين بالقانون (المصدر: مصراوي)

الكلام ده معناه إيه؟ إن الشعب وافق على الترتيب ده: انتخابات برلمانية وبعدين رئاسية وبعدين دستور جديد. صح ولا لأ؟ بغض النظر عن إن ده مش الترتيب المثالي، أنا باتكلم على الواقع اللي حاصل.

الإعلان الدستوري عمل إيه بقى في المادة 189؟ غيرها!

المادة 60 في الإعلان الدستوري:

(مـــــادة 60 )

يجتمع الأعضاء غير المعينين لأول مجلسى شعب وشورى فى اجتماع مشترك ، بدعوة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، خلال ستة أشهر من انتخابهم ، لإنتخاب جمعية تأسيسية من مائة عضو ، تتولى إعداد مشروع دستور جديد للبلاد فى موعد غايته ستة أشهر من تاريخ تشكيلها، ويُعرض المشروع ، خلال خمسة عشر يوماً من إعداده ، على الشعب لاستفتائه فى شأنه ، ويعمل بالدستور من تاريخ إعلان موافقة الشعب عليه فى الاستفتاء .

فين رئيس الجمهورية اللي في نص 189 الأصلي؟ وفين وعدهم إن الانتخابات الرئاسية مش هتتأجل ل2012؟ ودلوقتي لما بعض الإخوان يطلعوا يقولوا مش عايزين انتخاب رئيس الجمهورية قبل الدستور يبقى التفاف على إرادة الشعب ولا لأ؟ حجتهم إن الكلام ده التفاف على الإعلان الدستوري، وهو كان مين حط معظم الإعلان الدستوري، الشعب ولا المجلس؟ يبقى يا ريت تقولوا بقى إن انتوا بتدافعوا عن شرعية المجلس العسكري وإعلانه الدستوري الديكتاتوري اللي بيدي صلاحيات مطلقة للمجلس العسكري ماكانتش موجودة في الدستور القديم أصلاً، مش بتدافعوا عن رغبة الشعب.

شوفوا برضو إبراهيم الهضيبي قايل إيه في النقطة دي: برلمانية فرئاسية فدستور.

وبعدين هي الأولوية دلوقتي إن لازم الدستور يتكتب قبل ما ييجي رئيس؟ ولا إننا نشيل الدبابة اللي راكنة فوق صدرنا؟ المادة 9 من الإعلان الدستوري تنص على معاملة المعتقلين بكرامة، أه والله، ومعتقلين مجلس الوزراء طالعين كأنهم مضروبين بقنبلة ذرية وواحد منهم استشهد من التعذيب، يبقى إيه فايدة الإعلان الدستوري طالما المجلس العسكري لا يلتزم بيه؟

وللخروج من مأزق الدستور ده المستشار أشرف البارودي كان اقترح في نوفمبر إضافة التعديلات الدستورية لدستور 71 ثم انتخاب رئيس ثم كتابة دستور جديد، يعني اللي عايز يحل الأزمة هيعرف يحلها، لكن للأسف العسكر والأحزاب لا يهمها سوى مصالحهم، والشارع لسة حاله واقف وبينزف!

Saturday, December 10, 2011

ملحمة محمد محمود والتحرير: جنود مجهولين

لما تتعرض لإرهاب دولة زي اللي اتعرضنا له في التحرير والشوارع المحيطة من 19 نوفمبر ل23، لما كل اللي بتشوفه لمدة خمس أيام نزيف دم لا يتوقف وسيل من المصابين وغازات مميتة، بيغلب عليك مشاعر الغضب والخوف والإرهاق وأحياناً القهر، بس النهاردة وضحت في عقلي صور كنت ناسياها لجنود مجهولين عملوا لفتات رقيقة جداً وسط البطش، ده غير الشهداء والمصابين وأبطال الخطوط الأولى لإن دول مش بس جنود دول أبطال ومفيش كلام هايجيب لهم حقهم.

الممثل هشام عبد الله اللي نزل أول ما عرف إن في اشتباكات، كنا بنحاول نشيل بنت أغمى عليها من الغاز، جه شالها مننا ونقلناها لعربية، وتاني يوم كان بيبتسم وسطنا قبل المجزرة المشتركة من الشرطة والجيش

أول مصاب شفته مضروب بخرطوش في رجله وبيعرج، خرج يريح شوية من الغاز وصمم يرجع للجبهة، قلت له اقعد ارتاح
شوية، مارضيش ورجع وماشفتوش تاني

بنت بتتكلم عربي مكسر ادتني مناديل عشان الغاز كان مبهدلني

واحنا بنجري من الغاز شخص مجهول حط إيده على كتفي عشان ينقذني

لما بدأت أفقد الوعي وقعدت على الأرض لقيت مُخَلِّصين واحد معاه خل شممهولي وبدأت آخد نفسي...والتاني رش وشي بالسائل الأبيض
العجيب اللي اكتشفت بعد كده إنه مضاد للحموضة

والجدعان اللي شالوني لما وقعت تاني بسبب الغاز وقعدوني في كشك شرطة :)

والجندي المجهول اللي نصحني ماجريش وسط الغاز عشان مافقدش الوعي

والبنات اللي نزلت وسط المعركة وجاهزين بالكمامات والخل

بعد اشتداد المعركة يوم 21 و22 و23 نوفمبر
تلال الأدوية اللي وصلت للميدان لحد ما بقينا مجهزين ولا أجدعها مستشفى استثماري، ناس من كل صنف ولون واتجاه جايين يوصلوا أدوية وأكل وبطاطين للمعتصمين والمصابين

فرسان مجاهدين راكبين موتوسيكلات رايحين جايين لساعات طويلة بينقلوا مصابين من الجبهة للمستشفيات الميدانية، ويرجعوا تاني وسط
الغاز والخرطوش يخاطروا بحياتهم عشان ينقذوا ناس مايعرفوهمش

مئات مصفوفين على الجنبين عشان يوسعوا الطريق للإسعاف والموتوسيكلات اللي بتنقل المصابين

وشباب صوتهم اتنبح وجسمهم اتدغدغ وهم بيحاولوا ينظموا طريق الإسعاف

وطبعاً المسعفين والأطباء اللي مفيش كلمات هاتوفيهم حقهم لتضحياتهم وبطولاتهم

Wednesday, December 07, 2011

معركة محمد محمود

كانت معركة، بطولة، فدائية، شجاعة مالهاش مثيل، تضحية، تخليص حق.
وكانت من الناحية التانية حرب استنزاف، حرب كيماوية، مجزرة، إرهاب دولة، جرائم حرب، انتقام.

يوم السبت 19 نوفمبر
كلاب سعرانة نزلت تضرب المصابين المكسحين المعتصمين في عز البرد على الرصيف عشان عايزين يتعالجوا ويشتغلوا، الناس اتلمت وكسروا عربية شرطة، كان ممكن ساعتها الشرطة تنسحب ووزير الداخلية يعتذر ويلاقي حل للمصابين، ده لو كان في مسئول بيخاف من الشعب في البلد دي، إنما مفيش، في خلال ساعتين بدأ ضرب الغاز والخرطوش وبدأ عيون الشباب تروح...ذهلت أول ما وصلت من كمية الغاز اللي بتتضرب، وماكانش في بالي غير سؤال واحد، كل ده عشان قلنا لهم قبلها بيوم امشوا في ابريل؟ أمال لو كنا قلنا لهم امشوا حالاً كانوا عملوا إيه؟ الإجابة في الأيام اللي بعدها

يوم الأحد 20 نوفمبر
الاعتصام جميل، نفس روح يناير، ناس بتوزع ساندوتشات وناس بتهتف، إنما في محمد محمود الوضع مختلف تماماً. غاز وخرطوش لا يتوقف وكأننا في غزة بنتعرض لقصف من الاحتلال الصهيوني...كل شوية ذعر والناس تجري وترجع تاني للضرب، وقفت مع بنتين نشمم الخارجين من المعركة خل...الإصابات زادت والمستشفى الميداني مابقتش ملاحقة...على الساعة خمسة فجأة لقيت قنبلة غاز اتضربت على جنينة المجمع وسطنا...وناس بتجري بذعر شديد...الجيش بيهجم. جيش إيه؟ أنا كنت لسة في شارع الشيخ ريحان والقصر العيني وماكانش فيه أي مؤشر إن الجيش هيهجم! بطني كانت مقلوبة من غاز امبارح ومش قادرة أجري...واحد قاللي أرجوكي اجري بسرعة عشان لو مسكوكي هايفرموكي...جرينا ناحية كوبري قصر النيل...وفضلنا نجري نجري نجري، من الذعر أو الخطر الحقيقي مش عارفة، وبنهتف بقلبنا وبكل قوتنا الشعب يريد إسقاط المشير. لما وصلت الدقي اكتشفت إن الميدان كان مليان مصابين وبدأت أبكي عليهم، وأقول للناس زي المخمورة طب أنا عرفتي أجري المصابين عملوا إيه؟ المصابين عملوا إيه؟

يوم الاثنين 21 نوفمبر
المذبحة مستمرة، سيل من المصابين والدماء لا يتوقف. لكن المستشفيات كترت وكمية الأدوية تضاعفت. ناس نزلت مخصوص بعد ما شافت فيديو سحل جثامين الشهداء والبنت اللي بيجروها من شعرها. طلاب مدارس داخلين محمد محمود بالكتب على ضهرهم وبيهزروا عن الاستشهاد. الإعلام بيحاول يظهر كذباً إن المتظاهرين كانوا بيحاولوا يقتحموا وزارة الداخلية وإن الظباط كانوا بيدافعوا عن المبنى. شهادة للتاريخ: الكلام ده كدب وخديعة أقسم بالله ما بعدها خديعة. وزارة الداخلية في شارع الشيخ ريحان مش محمد محمود، وزي ما كتبت أنا كنت موجودة بنفسي يوم الأحد في شارع الشيخ ريحان عند الوزارة وماكانش حد بيحاول يقتحم ولا زفت، كان في 20 30 بني آدم هناك والاشتباكات كانت في محمد محمود بس، وهافترض في موقف تاني إن أشخاص حاولوا يقتحموا الوزارة وهم مش مسلحين، اللي هي بفلوس ضرايبهم، يتقتلوا؟ بأي منطق؟ بمنطق العيسوي والعادلي وزبانيتهم طبعاً. تولع وزارة الجلادين والحرامية...تولع وزارة العادلي وإسماعيل الشاعر ولا تزهق روح شاب واحد...ده النبي قال هدم الكعبة أشد عند الله من إزهاق روح مسلم برئ...روح واحدة مش حوالي 50 في باب اللوق...الكعبة، مش وزارة الداخلية، وانتوا تقولوا كانوا بيحاولوا يقتحموا؟ حسبنا الله.

يوم الثلاثاء 22 نوفمبر
المليونية...العدد كان هايل وكمية مساعدات طبية وإعاشة مهولة وصلت للميدان رغم الضرب والعنف...اللي قلبه ميت بيحارب في جبهة محمد محمود واللي عنده حاجة باقي عليها بيهتف في الميدان أو بيساعد في إسعاف مئات المصابين...موتوسيكلات مابتقفش شايلة مصابين اللي دمهم سايح واللي مغمى عليه من الغاز...وفي باب اللوق الغاز كان بيتضرب ناحية الغرفة التجارية...وزارة الداخلية هناك كمان؟ سبت الميدان متأخر وكنت متطمنة إنهم أكيد، أكيد يعني، مش هيتغابوا ويعملوا حاجة في عدد كبير زي ده، أول ما وصلت البيت عرفت إنهم استخدموا غاز عديم اللون والرائحة تسبب في إغماءات وتشنجات...اللي بيرجع دم واللي جاله ضيق شديد في التنفس...ولحد دلوقتي مش عارفين ده غاز إيه؟ والأدهى والأمر...احنا للدرجة دي حياتنا هانت عليكي يا مصر؟

يوم الأربعاء 23 نوفمبر
الميدان منقسم انقسام عجيب إلى ساحة حرب وساحة لعرض البضائع، الناس كلها حاطة كمامات الغاز عديمة المفعول...رحت ناحية المستشفى الميداني اللي في أول محمد محمود عشان أشوف الوضع إيه...في الحروب المفروض المستشفى يبقى مكان آمن من البطش، لكن مش في حرب المجلس العسكري. أول ما وصلت لقيت قنبلة غاز اتضربت قريب جداً في الجامعة الأمريكية على بعد أمتار قليلة من المستشفى...كان في واحد دايخ حاولت أفوقه لحد ما الغاز وصل لي، مئات بيحاولوا يبعدوا وبيحاولوا ينشلوا نفسهم من الموت...اللي شم الغاز هيعرف قصدي...غاز مفزع وبيديك إحساس إن روحك بتطلع...صعبت عليا نفسي، رغم إن أقصى حاجة حصلت لي الأذية من الغاز...امال أم الشهيد تعمل إيه؟

المجلس العسكري: أنتم سفاحين...ونهايتكم أكيدة وعند ربنا أسوأ ما تكون، ألا لعنة الله على الظالمين
الأحزاب المشتركة في المجلس الاستشاري المدني: اتفو عليكوا، يا رب تولعوا بالبرلمان اللي فرحانين بيه