لما تتعرض لإرهاب دولة زي اللي اتعرضنا له في التحرير والشوارع المحيطة من 19 نوفمبر ل23، لما كل اللي بتشوفه لمدة خمس أيام نزيف دم لا يتوقف وسيل من المصابين وغازات مميتة، بيغلب عليك مشاعر الغضب والخوف والإرهاق وأحياناً القهر، بس النهاردة وضحت في عقلي صور كنت ناسياها لجنود مجهولين عملوا لفتات رقيقة جداً وسط البطش، ده غير الشهداء والمصابين وأبطال الخطوط الأولى لإن دول مش بس جنود دول أبطال ومفيش كلام هايجيب لهم حقهم.
الممثل هشام عبد الله اللي نزل أول ما عرف إن في اشتباكات، كنا بنحاول نشيل بنت أغمى عليها من الغاز، جه شالها مننا ونقلناها لعربية، وتاني يوم كان بيبتسم وسطنا قبل المجزرة المشتركة من الشرطة والجيش
أول مصاب شفته مضروب بخرطوش في رجله وبيعرج، خرج يريح شوية من الغاز وصمم يرجع للجبهة، قلت له اقعد ارتاح
شوية، مارضيش ورجع وماشفتوش تاني
بنت بتتكلم عربي مكسر ادتني مناديل عشان الغاز كان مبهدلني
واحنا بنجري من الغاز شخص مجهول حط إيده على كتفي عشان ينقذني
لما بدأت أفقد الوعي وقعدت على الأرض لقيت مُخَلِّصين واحد معاه خل شممهولي وبدأت آخد نفسي...والتاني رش وشي بالسائل الأبيض
العجيب اللي اكتشفت بعد كده إنه مضاد للحموضة
والجدعان اللي شالوني لما وقعت تاني بسبب الغاز وقعدوني في كشك شرطة :)
والجندي المجهول اللي نصحني ماجريش وسط الغاز عشان مافقدش الوعي
والبنات اللي نزلت وسط المعركة وجاهزين بالكمامات والخل
بعد اشتداد المعركة يوم 21 و22 و23 نوفمبر
تلال الأدوية اللي وصلت للميدان لحد ما بقينا مجهزين ولا أجدعها مستشفى استثماري، ناس من كل صنف ولون واتجاه جايين يوصلوا أدوية وأكل وبطاطين للمعتصمين والمصابين
فرسان مجاهدين راكبين موتوسيكلات رايحين جايين لساعات طويلة بينقلوا مصابين من الجبهة للمستشفيات الميدانية، ويرجعوا تاني وسط
الغاز والخرطوش يخاطروا بحياتهم عشان ينقذوا ناس مايعرفوهمش
مئات مصفوفين على الجنبين عشان يوسعوا الطريق للإسعاف والموتوسيكلات اللي بتنقل المصابين
وشباب صوتهم اتنبح وجسمهم اتدغدغ وهم بيحاولوا ينظموا طريق الإسعاف
وطبعاً المسعفين والأطباء اللي مفيش كلمات هاتوفيهم حقهم لتضحياتهم وبطولاتهم
No comments:
Post a Comment