متفهمة جداً تخوف المصريين من البلطجة وعدم استجابة النيلة الداخلية في كتير من أحداث السرقة، ومتفهمة إن ممكن جزء منهم يبقى خايف جداً على حياته وحياة أولاده لدرجة يلوم المظاهرات بدل ما يلوم القائمين على شئون البلاد، متفهمة بس مش موافقة، اللي عايز يحمي أو يوقف بلطجة يتفضل، احنا مش ماسكينهم من رجليهم، بس من غير ما يكهربهم ولا يدخل جوه أجسامهم حاجات غير الأكل والشرب لو سمحتوا.
الأمن من أهم احتياجات أي انسان بعد الأكل والشرب والسكن، ده طبيعي، اللي مش طبيعي هو توقع الأمن من نفس الأشخاص اللي بيعتدوا
على آمنين، توقع الأمن من الأشخاص اللي اقتحموا قناة 25 واعتدوا على أحد العاملين فيها لمجرد إنه مسيحي، توقع الأمن من اللي لا مؤاخذة بعبص البنات وهتك عرضهم تحت مسمى كشوف العذرية، توقع الأمن من اللي دهس المتظاهرين كأنهم نمل، سواء عن قصد، أو بسبب ارتباك، لو جنود الجيش اللي المفروض مدربين على ضبط النفس مرتبكين امال باقي الشعب يعمل إيه؟
اللي مش طبيعي توقع الأمن من نفس القيادات اللي دهست المتظاهرين وضربتهم في مقتل بشتى أنواع الأعيرة النارية، توقع الأمن من قيادة لحد دلوقتي، وبعد الثورة بشهور، ماتعرفش غير العصايا، ماعندهمش أي حلول سياسية، مش بيعرفوا يحلوا أي مشكلة صغيرة كانت أو كبيرة غير بالعصايا، ومش مهم العصايا دي تضرب مين أو تقتل مين، المهم إن القائمين على شئون البلاد مايعرفوش حل غيرها، والأزمة إن الحل مش العصايا، الحل خطوات سريعة وحاسمة تحتوي غضب الناس، ده لو انتوا عندكوا ذرة شجاعة أو خوف على البلد.
عشان كده بستغرب جداً اللي ينادي إن الجيش يفضل مستمر في الحكم في المرحلة الانتقالية، على أساس إن اللي ماسك دلوقتي جوز خالتي، ومحتاس وكده. في حد عنده شك إن لو كان المجلس نواياه طيبة ماكانش هيعرف يظبط الأمن ويأمر الشرطة بالقيام بدورها بعد ما يفصل العناصر الفاسدة اللي فيها، في خلال أسبوعين تلاتة بالكتير؟ حد عنده شك إن البلطجية معروفين بالاسم، وإنهم طالقينهم علينا عقاباً لينا عشان الناس تفضل خايفة وتأيد الحكم العسكري على أساس إنهم اللي هيحميهم؟ أقسم بالله اللي ماسك الحكم دلوقتي العسكر فعلاً مش جوز خالتي، ولو كان عايز يظبط الأمن في خلال أسبوعين تلاتة كان ظبط، ولو كان نيتهم سليمة كانوا سابوا السياسة لبتوع السياسة مش بتوع السلاح وادوا صلاحيات كاملة لحكومة انتقالية حركة شوية وبتعرف تتصرف في الأزمات، لكن لا حياة لمن تنادي.
مش عايزة حد يقول جملة لازم الجيش يحكم عشان يظبط البلد ويحمينا تاني، الحامي ربنا، واللي ضرب المتظاهرين بالنار واعتدى جنسياً على المعتقلين والمعتقلات مستحيل يكون مصدر أمن وأمان، وبعد ربنا شرطة مدنية تكون عقليتها فعلاً حماية الناس من الخارجين على القانون، مش التظبيط معاهم عشان يوزعوا قيمة المسروقات بينهم وبين بعض. الحامي ربنا فاتكلوا على الله وارفضوا الحكم العسكري الظالم الفاشل سياسياً واقتصادياً بطبيعة الحال.