حنظلة اسمى
حنظلة اسمى
فلسطين وطنى
ولدت فى الخامس من حزيران 1967
و لكن لا يزال عمرى عشر سنوات!
مرت على سنوات طويلة من القهر والحنق و الذل...
حنظلة اسمى
فلسطين وطنى
ولدت فى الخامس من حزيران 1967
و لكن لا يزال عمرى عشر سنوات!
مرت على سنوات طويلة من القهر والحنق و الذل...
ولا يزال عمرى عشر سنوات...
اشتعل الرأس شيبا ثم تساقط شعرى...
شعرة...
شعرة...
و لا يزال عمرى عشر سنوات!
تجعد وجهى و ضاقت عينى...
و هرم القلب و وهن الجسد...
أمسكت بالحجارة أشق بها صدر العدو
أمسكت بالقلم...أكتب ما يجيش به صدرى..
و روت دموعى الحارة أرض الغربة الباردة
و أنبتت نبتة جافة...
و ترعرت وأصبحت شجرة حنظل
آكل منها فتتجرح لسانى و يتمزق حلقى...
وأتجرع كئوس دمائى المرّة...
مرت على السنوات...
ولا يزال القلب شاردا فى بلاد الغربة...
يصبو لجبل النار...
يصبو لأشجار الزيتون...
يصبو لحجارة أخرى أهشم بها رأس العدو
مرت على السنون و ما عدت أشكو همى لأحد كان...
ضاع الوطن و غاب الأهل...
و غابت الشمس وراء ضباب بلاد الغربة
أعيدونى إلى وطنى...الآن
أعينونى على أن أمسك بالحجارة...
أقذف بها على العدو...
.....................
فتخترق ذخائرهم جسدى النحيل...
فتتفجر ترسانتهم العتيدة فى عنقى...
فتتحطم...
فأختنق...
فأحيا...
و لكنكم انصرفتوا عنى إلى أموالكم...
انصرفتم عنى إلى تفاهاتكم...
تركتونى أتجرع الحنظل فى بلاد الغربة...
فأدرت لكم ظهرى إلى أبد الدهر!
لبستم أفخم الثياب
و تناسيتم قدماى الحافيتين
و ملابسى الرثة...
فأدرت لكم ظهرى إلى أبد...أبد الدهر!
و لكنى لا زلت أحلم كل ليلة...
بالحور العين و الثياب الخضراء...
بما لا عين رأت و لا أذن سمعت...
بالعيون النضاخة و الأنهار المتدفقة...
بصحبة العينان السوداوان...
العينان الحبيبتان...
الشريفتان...
فى حياة لا موت فيها و لا مرض...
لا يأس فيها و لا حزن...
لا بؤس فيها و لا شقاء...
و أتنبه.......
لأجد وسادة مبتلة...
و ليل طويل قد تشققت عنه السماء المظلمة...
و تبددت فيه السحب المتناثرة....
"ولدى حنظلة,
لقد كنت أنت الأيقونة التي تحفظ روحى من الانزلاق... نقطة العرق التي تلسع جبينى اذا ما جبنت أو تراجعت ...ولدت فى العاشرة في عمرك وستظل دائما في العاشرة من عمرك، ففي تلك السن غادرت فلسطين وحين تعود الى فلسطين ستكون بعد في العاشرة ثم تبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليك لأنك استثناء ، كما هو فقدان الوطن استثناء.
حبيبى حنظلة....لن تفنى بالرغم من فنائى...بل سأحيا بروحك...حبيبى...."
ناجى العلي
شعرة...
شعرة...
و لا يزال عمرى عشر سنوات!
تجعد وجهى و ضاقت عينى...
و هرم القلب و وهن الجسد...
أمسكت بالحجارة أشق بها صدر العدو
أمسكت بالقلم...أكتب ما يجيش به صدرى..
و روت دموعى الحارة أرض الغربة الباردة
و أنبتت نبتة جافة...
و ترعرت وأصبحت شجرة حنظل
آكل منها فتتجرح لسانى و يتمزق حلقى...
وأتجرع كئوس دمائى المرّة...
مرت على السنوات...
ولا يزال القلب شاردا فى بلاد الغربة...
يصبو لجبل النار...
يصبو لأشجار الزيتون...
يصبو لحجارة أخرى أهشم بها رأس العدو
مرت على السنون و ما عدت أشكو همى لأحد كان...
ضاع الوطن و غاب الأهل...
و غابت الشمس وراء ضباب بلاد الغربة
أعيدونى إلى وطنى...الآن
أعينونى على أن أمسك بالحجارة...
أقذف بها على العدو...
.....................
فتخترق ذخائرهم جسدى النحيل...
فتتفجر ترسانتهم العتيدة فى عنقى...
فتتحطم...
فأختنق...
فأحيا...
و لكنكم انصرفتوا عنى إلى أموالكم...
انصرفتم عنى إلى تفاهاتكم...
تركتونى أتجرع الحنظل فى بلاد الغربة...
فأدرت لكم ظهرى إلى أبد الدهر!
لبستم أفخم الثياب
و تناسيتم قدماى الحافيتين
و ملابسى الرثة...
فأدرت لكم ظهرى إلى أبد...أبد الدهر!
و لكنى لا زلت أحلم كل ليلة...
بالحور العين و الثياب الخضراء...
بما لا عين رأت و لا أذن سمعت...
بالعيون النضاخة و الأنهار المتدفقة...
بصحبة العينان السوداوان...
العينان الحبيبتان...
الشريفتان...
فى حياة لا موت فيها و لا مرض...
لا يأس فيها و لا حزن...
لا بؤس فيها و لا شقاء...
و أتنبه.......
لأجد وسادة مبتلة...
و ليل طويل قد تشققت عنه السماء المظلمة...
و تبددت فيه السحب المتناثرة....
"ولدى حنظلة,
لقد كنت أنت الأيقونة التي تحفظ روحى من الانزلاق... نقطة العرق التي تلسع جبينى اذا ما جبنت أو تراجعت ...ولدت فى العاشرة في عمرك وستظل دائما في العاشرة من عمرك، ففي تلك السن غادرت فلسطين وحين تعود الى فلسطين ستكون بعد في العاشرة ثم تبدأ في الكبر ، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليك لأنك استثناء ، كما هو فقدان الوطن استثناء.
حبيبى حنظلة....لن تفنى بالرغم من فنائى...بل سأحيا بروحك...حبيبى...."
ناجى العلي
و يبقى الشعر....
"خسرت حلما جميلا.... خسرت لسع الزنابق
و كان ليلى طويلا.... على سياج الحدائق
و ما خسرت السبيلا...و ما خسرت السبيلا...
السبيلا...."
و كان ليلى طويلا.... على سياج الحدائق
و ما خسرت السبيلا...و ما خسرت السبيلا...
السبيلا...."
محمود درويش