جلسنا ننتظر دورنا لاجراء مقابلة روتينية مع مدير شركة لا أعلم عنها شيئا....كنا نتكلم و نضحك كعادتنا حتى جاءنا صوته الحاد موبخا..."انتوا جايين لشغل يبقى لازم تقعدوا محترمين"...
تجادلت معه قليلا...و تركنى أنتفض و أنا أفكر فى مصيرى المجهول...حتى رأيتها.
كانت معلقة على الحائط بإهمال...يختبىء جمالها وسط صورة للرئيس و سقف قبيح..و صمت المفاجأة.
و كما ساد الصمت فجأة...علا صوتها فجأة...نفر من الأحصنة يجرى وسط الحقول الخضراء...أكاد أرى الحشائش تتمايل مع الرياح التى أحدثتها جلبة الأحصنة...ها هو الحصان الأبيض ذو الشعر الذهبى يتوسط اللوحة...و ينظر إلى نظرة المودع...يجرى نحوى فلا يصلنى أبدا...أحاول أن أهدهد عنقه الجميل فأرتطم بالزجاج العازل...
"حناخدك الأول تدريب لمدة تلات شهور...."
ولا يزال الحصان يعدو نحوى...أكاد أرى الدموع تتساقط بطيئا من عينيه الواسعتين...أسمع صوته ينادينى و أتمنى أن أعود إليه...أمتطى ظهره الأملس فيأخذنى إلى مكان بعيد لا يعلمه سوانا...مكان ترتوى فيه روحى , أنزوى فيه وحدى بعيدا عن الناس وعن العمل و عن المدير و عن الواقع المرير!
"وداعا أيها العالم القاسى...سوف أتركك اليوم.."
و تركت المكان بخطى ثقيلة و لا يزال صهيل الحصان ينادينى...