Monday, July 08, 2013

مجزرة الحرس الجمهوري

من أول ما صحيت مفزوعة على أصوات طلقات نارية وصراخ واستغاثات دخلت على الانترنت عشان أنقل اللي بيحصل، ألاقي ناس فرحانين في الإخوان بسبب خذلان الإخوان للثوار في معارك كتير السنتين اللي فاتوا.
مفيش كلام يوصف يعني إيه أبقى واقفة سامعة مجزرة ومش قادرة أتدخل ولا أعمل حاجة. مفيش كلام يوصف الغدر والخيانة والناس اللي بتتسرع في إصدار الأحكام مع أول رصاصة اتضربت وحتى من قبل ما المجزرة تخلص.
دلوقتي الناس بتبرر المجزرة بإن الإخوان معاهم سلاح وهم اللي بدئوا الضرب، والحقيقة إن من غير فيديو للأحداث من أولها مفيش طريقة تأكد الرواية دي بنسبة 100%. ولو هافترض إن في حد بدأ الضرب مايبقاش الحل هو إطلاق النار بشكل عشوائي، ضحايا كتير ودم كتير وتار بيكبر وناس ألفت الدم وفقدت مش بس التعاطف لكن كمان المنطق.
خلونا نتكلم بالمنطق وبحسبة بسيطة، أعداد القتلى دلوقتي 43 وفقاً لوزارة الصحة، منهم ضابط واحد. ضابط في مقابل 42 شخص من مؤيدي الرئيس غير عشرات المصابين. ده مش بيدي أي مؤشر عن طبيعة المعركة؟ لو المؤيدين عندهم الأسلحة الفظيعة دي ليه مفيش ضحايا أكتر ضمن القوات؟ وإيه اللي هيخلي ناس ناويين على معركة مسلحة يفضلوا بايتين قبلها لأ وكمان يدوا ضهرهم للخصم ويصلوا الفجر؟ اللي بيبقى مخطط لمجزرة بينفذها في دقايق ويجري، زي مجزرة رفح كده.
وتاني بسأل، فين الفيديوهات اللي بتقول إن المؤيدين هم اللي بدئوا القتل؟ الجيش ماصحيش يصور غير الساعة 7 الصبح بعد بدأ المجزرة ب3 ساعات؟ نفس الجيش اللي قال إن متظاهرين محمد محمود، أشرف ناس في البلد دي، كانوا بيحاولوا يقتحموا وزارة  الدفاع ونفس الجيش اللي قال المدرعة اتسرقت والجندي ارتبك فداس على الناس في ماسبيرو؟ ارتبك؟ نفس الجيش اللي نفى حدوث 
كشف عذرية وبعدين طلع يبرر؟
خلونا نفتكر اللي حصل في إيطاليا في 2011، محتجين حرقوا مبنى تابع لوزارة الدفاع، والشرطة أطلقت عليهم الغاز والمياه فقط، لإن حياة الإنسان غالية، إنما في بلادي عادي يموت 50 شخص دفاعاً عن نادي بكل ما فيه من بيسين وقاعات أفراح ونادي اجتماعي وجاتوهات.
اللي متخيل إن البلد دي ممكن تمشي خطوة لقدام لما فصيل معين يتقتلوا كلهم أو يتحطوا في السجون واهم. اللي متخيل إن الثورة ممكن
 تنتصر بالتحالف مع أي طرف طعنها في يوم في ضهرها واهم. اللي متخيل إن الدم بيطهر مش بيفتح أبواب التار والانتقام واهم.
أنا مش عايزة أحرض أي طرف ضد التاني، الطرفين قياداتهم مسئولة عن الدم والطرفين لهم سابقة في الكذب. أنا مش عايزة كل يوم أشخاص أبرياء أو غير مسلحين يتقتلوا، صعبة قوي يا مصر؟
اللي انت فرحان فيهم النهاردة دمهم لعنة عليك، والرصاصة الجاية هتكون في قلبك.

No comments: