أنا مش معاهم (عن أحداث إسنا)

أنا اتربيت مع مسيحيين

عشان كنت فى مدرسة انجيلية

طول 13 سنة كنا خلطبيطة فى بعض مش مفرقين بين مسيحى ومسلم

الشلل كانت مخلطة، الصحاب، الأنشطة اللى بنعملها إن وجدت يعنى

مسيحيين فى مسلمين

ماكناش بنقف لحظة نفكر لأ دى مسيحية ماقعدش جنبها وللا لأ دى مسلمة ماصاحبهاش

ولما كان مسلمة بتشتم فى مسيحية كان المسلمين يهزءوها

الموضوع ماكانش موضوع طفولة بلهاء

حتى لما كبرنا فضلنا أصحاب وصداقتنا قوية

وبالرغم من إن الزملا فى الجامعة بيكتروا بس برضو فضلت بقدر المسيحيين وباحترمهم

والواد أخويا وهو لسه فى اللفة كانت ماما بتوديه حضانة ماسكها راهبات وماكانتش بتخاف إنها تأتمن ابنها عليهم

وباستغرب قوى من اللى يهاجمهم عال فاضى والمليان أو مايحبش يتعامل معاهم

يعنى مابفهمش الصراحة

حضرتك اتولدت مسلم واخترت انك تبقى مسلم والمفروض ان حضرتك متدين (أصل لو مش متدين فارق معاك اختلاف الأديان ليه بقى) ، جارك اتولد مسيحى واختار إنه يبقى مسيحى

يعنى كل واحد حر إنه يعبد ربنا بسلام ويروح دور العبادة بسلام

ايه المشكلة بقى؟

حط نفسك مكانه كده، واحد مايعرفهوش شال الحجاب من على وش واحدة منقبة عشان شاكك إنها سرقته

غلطان وكان المفروض يطلب البوليس ماقولناش حاجة

ايه اللى دخل الدين فى الموضوع؟ على أساس إن النقاب هو خلاص رمز الإسلام ؟ واللى يشيله يبقى هاجم الاسلام؟ ليه مادام هو مسيحى وهى مسلمة يبقى اعتبرنا إنها قضية طائفية وإن باقى المسيحيين لازم "يتربوا" بإننا نضربهم ونكسر الكنيسة؟ يعنى الموضوع خرج من إنه خناقة بين اتنين لمعارك طائفية...الناس ما بيصدقوا الظاهر حد يطلعوا الغضب اللى جواهم عليه فابيطلعوه فى بعض

أعتقد المسلمين اللى بيهاجموا المسيحيين بيهاجموهم لاعتقادهم إنهم حيروحوا النار، أو إن فى مخطط سرى لتحويل مصر لدولة مسيحية، والسببين أسخف من بعض، هو انت يعنى مالك الملك عشان تحكم على الناس إنهم ملعونين وداخلين النار؟ واللى يشعل الفتنة ويكسر دور العبادة ويرهب الناس ماعليهوش ذنب؟ ولو كان فى هذا المخطط السرى السحرى يبقى حضرتك تتمسك بتعاليم دينك اللى بيقول لا ضرر ولا ضرار

مش حانسى لما "صديق الانترنت" سردجان وهو مسيحى من صرب البوسنة، وكان بيحكى لى عن المناوشات اللى بيعيشها كل يوم ما بين المسيحيين والمسلمين هناك وإن المسلمين ماشيين على سكة التطرف، رديت عليه قلتله هما مالهمش دعوة بالإسلام ولو كان يعرفوا سيدنا محمد بيعامل أهل الكتاب ازاى ماكانش ده بقى الحال ، أنا توقعت إنه حايرد يهاجم الإسلام وللا يقوللى كلكوا كده عمى مش متقبلين أى تغيير، لقيته أحرجنى وبيقول "أنا عارف إن محمد كان عادل، وإنهم مش متبعين تعاليمه"

المشكلة الحقيقية إن فى ناس بتحس إنها مهددة لو مالقيتش اللى قدامها نسخة كربونة منها، أفقها ضيق لدرجة إنها مش قادرة تتخيل مجرد فكرة الاختلاف وإن اللى قدامك بنى آدم زيك ليه حقوقه حتى لو مكتوب فى شهادة ميلاده مسيحى

وإحنا بنخاف من المختلفين عنا فى الديانة والجنس والبشرة والعرق والقدرات والميول الجنسية والطبقة الاجتماعية وحتى فى اللبس كل واحد شايف إنه صح وأى ابن ستين فى سبعين تانى عايز الحرق، ناسيين إن الفروق دى أساسها كيان واحد، إننا بنى آدمين

فلما عرفت اللى حصل فى إسنا من غباء ومعاملة لاإسلامية لأهل الكتاب، ماأملكش غير إنى أعتذر لكل مسيحى حايعدى على هنا، وأقول له/ا: أنا مش معاهم