Saturday, June 11, 2011

لغز الشهداء التسعة عشر



هي مش بس لغز، هي مهزلة. إذا كان نظام مبارك كان بيقتل بعض المصريين عمد ويستهتر بحياة الباقي فماينفعش ده يكون موقفنا بعد الثورة. فجأة وبدون مقدمات اكشتفنا يوم الأربع 8 يونيو إن في 19 شهيد مجهول الهوية حيتدفنوا تاني يوم وتشيع جنازتهم من مسجد السيدة نفيسة.
كده وبدون مقدمات، وماحدش فهمنا مجهولين إزاي؟ يعني هم الحمض النووي بتاعهم موجود وحالتهم على الأقل لما وصلوا مشرحة زينهم كانت تسمح بالتعرف عليهم، يبقى مجهولين إزاي؟ أصلاً أنا مش متخيلة إن يبقى في شخص "مجهول" في مصر ده حتى لما يبقى في شحات في منطقة بيبقى الناس عارفينه وياخدوا بالهم لو مختفي.
جه يسري فودة كلم ماجدة هلال نائب رئيس مصلحة الطب الشرعي بيسألها الشهداء حكايتهم إيه؟ وساعتها كانت الكارثة: الشهداء كانوا جايين بلبس السجن.
كارثة ما بعدها كارثة، مساجين يتقتلوا وماحدش عارف مين قتلهم وماحدش عارف أساميهم؟ لأ احنا طيبين بس مش عبط. لأ وإيه، جه كمان واحد يا عيني مش لاقي ابنه من يوم 29 يناير سأل عليه في الطب الشرعي كذا مرة وماحدش أخد منه عينة عشان يقارنها بجثث الشهداء!!!
اسئلة كتير قوي لازم تتسأل وكل سؤال وراه كارثة. لو الشهداء دول مساجين، إزاي مالهمش سجلات؟ 100% ليهم، ومش صعب إنك تدور في السجلات وتعرف مين موجود ومين مش موجود، إزاي الطب الشرعي يبقى عارف إنهم مساجين ومايعرفش أساميهم من مصلحة السجون؟ ولا يفهمنا ماتوا إزاي؟ ولا هم سئلوا مصلحة السجون والمصلحة ماردتش، في مجزرة بشعة حصلت واحنا مانعرفش عنها حاجة، وماحدش عايز يقول لنا عشان نفضل نايمين على وداننا بنفكر في فئوية وعذرية وهباب أزرق.
المجموعة التانية من الأسئلة: ماتوا إزاي؟ هل رفضوا الهروب فالظباط قتلوهم زي ما شاهد عيان قال في قسم إمبابة مثلاً؟ هل هربوا ولما لقيوهم اتقتلوا بدل ما يتقبض عليهم؟ هل ماتوا في هجوم على القسم لما بلطجية حاولوا يهربوا مساجين تانيين؟
إزاي كل الأسئلة دي ماحدش يبقى عنده إجابة ليها؟ احنا مش بهايم، احنا بني آدمين ولينا قيمة وكرامة وعايزين نعرف شهدائنا أساميهم إيه وماتوا إزاي ونقدم مين للعدالة لتورطه في المذبحة دي!
فوق كل ده بقى، سجن الفيوم ده هو اللي اتقتل فيه اللواء محمد البطران، ماقدرش ماربطش بين القضيتين. أخت اللواء بتقول إنه اتقتل عشان رفض يهرب المساجين، وماحدش حقق في قتله حسب علمي، وماحدش عايز يحقق، هل اللي قتل اللواء البطران هو اللي قتل المساجين؟ هل حصل اتفاق بين مصلحة السجون والطب الشرعي عشان يفضل لغز ال19 شهيد لغز، ماحدش عارف عنه حاجة؟
واضح إن مشكلة الطب الشرعي مش في السباعي بقى ولا نيلة، المشكلة في غياب القانون والضمير واستمرار دراعات أمن الدولة ونظام مبارك القذر في كل المصالح وأولها الطب الشرعي عشان يخبوا على جرايم.
أنا مش عايزة أظلم حد، بس الموضوع واضح زي الشمس، إزاي مساجين ومالهمش سجلات؟ مين هايجيب لهم حقهم؟ وكارثة تانية لما الدستور نشرت امبارح جواب النيابة للطب الشرعي، فيه خمس شهداء أساميهم معروفة، طب مجهولين إزاي بقى؟
وليه بعد كل الكوارث اللي عمالة تظهر دي الناس معتبرة إن الثورة انتهت ومش مهم نسقط النظام، المهم نبني البلد، نبني إزاي وإنت عندك أساس السوس بيهد فيه؟ نبني إزاي وإنت لو ظابط شرطة قتلك جثتك هاتنتهك وحايقولوا عليك بلطجي وحشاش وعميل لأسرائيل عشان مايجيبوش حقك؟
مين اللي قتل الشهداء؟

No comments: